تحميل رايت فيما يرى النائم لنجيب محفوظ pdf



6 قصص ذات طابع سوداوي، احيانا مرعب ، تدور حول البحث في الأصل والمصير بين الماضي والحاضر والمستقبل. تتجلي عبقرية نجيب محفوظ في الحوار بفصحى ينسى معها القارئ أنه يقرأ بالفصحى، حتى الحوار المتبادل في خمارة أو غرفة نوم بين زوجين. اللغة يغلب عليها الطابع الشعري في مواضع كثيرة حيث أغلب القصص تحاكي حالة سكر أو جنون أو حلم. كل القصص تحتاج الى البحث عن الرمز والمعني البعيد وتنتظر التأويل، بعضها غارق في الرمزية مثل "الليلة المباركة" والعين والساعة" وبعضها يمكن التقاط إشارته بسهولة مثل "قسمتي ونصيبي"

في اول قصة "أهل الهوى" : تبدأ القصة بخروج شاب من قبو يمشي على أربع لا أحد يعرف ما حدث له وعند معالجته في الحارة يُكتشف أنه فاقد للذاكرة فتعتني به المعلمة نعمة الله الفنجري وتسميه عبد الله وعندما ترى أنه لا يتحكم في شهواته وانفعالاته تذهب به إلى إمام الزاوية ليعلمه عن الدين لكنها توصيه أن يعلمه من الدين "الخوف" فقط فهو يكفي، ونعمة الله هذه إمرأة قوية، شديدة الشهوانية توقع بالشباب تتزوج من أحدهم وتقربه إليها ثم تلقي به بعيداً لا حول له ولا قوة وما جري على جميع ضحاياها جرى على عبد الله المسكين فاقد الذاكرة الذي لا يعرف شيئاً من ماضيه رغم تحذيرات مخلوف زينهم الممرض له إلا أنه يتزوج من نعمة الله وينتهي حاله كحال من سبقوه، تلفظه فلا يعرف إلى أين يذهب لكنه يصر على ترك الحارة لأنه فيها لا يمكن أن يسترد ذاكرته فهي تشجعه على مزيد من النسيان فيخرج من الحارة إلى الأبد
بحث في الرمز: الشاب فاقد الذاكرة هو الإنسان والقبو هو الرحم ونعمة الله الفنجري هي الدنيا التي تعانقنا لننسي من نحن وتخدعنا ثم تتركنا هائمين على وجوهنا

في ثالث قصة بعنوان "قسمتي ونصيبي" : يلجأ نجيب محفوظ أستاذ الواقعية إلى غرائبية مرعبة حيث يولد طفل ذو نصف أسفل واحد وبطن واحد ثم صدرين ورأسين ويُتفق على تسميتهما أو تسميته محمدين أو قسمتي ونصيبي، ويكبران معا وينشأ بينهما خلاف قاسي فتستطيع التقاط الرمز بسهولة هذه المرة في الصراع داخل الإنسان وهو ليس بين عقل وعاطفة أو بين خير وشر أو بين ضمير ومذنب إنما محفوظ يقدم الصراع بشكل مختلف بين طبع عملي انبساطي يفضل اللعب فوق السطح ومعاكسة السابلة والجيران "نصيبي" وطبع إنطوائي مفكر يحب القراءة والإطلاع "قسمتي"، يحتد الخلاف بينهما ويعتبر كل منهما الآخر سبب معاناته وتأتي النهاية مفزعة إذ يموت "نصيبي" أولاً فيضطر "قسمتي" إلى حمل جثة صاحبه ما تبقى من حياته لتتحول حياته جحيماً، هي نصف حياة ونصف موت ويكتشف أن الحرية التي كان ينشدها وهماً

أما القصة الاخيرة التي تحمل المجموعة اسمها "رأيت فيما يرى النائم" فهي عبارة عن سبعة عشر حلماً، يستعرض من خلالها محفوظ حياة الإنسان من البداية حتى الموت ومحاولاته لمعانقة الحياة ومحاولة فهمها وإصابته بالضجر أحيانا والعزلة أحيانا والتذبذب بين الأمل واليأس لتنتهي الرحلة في الحلم السابع عشر بشعور غامر بالإنعتاق ووعد بالمسرات


رابط التحميل 





إرسال تعليق

0 تعليقات